من منا لم يسمع عن العملات الرقمية أو
العملات المشفرة (الافتراضية) التي انتشرت كالنار في الهشيم طوال الفترة الماضية،
وعلى رأس تلك العملات عملة "بيتكوين" التي وصلت قيمتها السوقية في لحظة
كتابة تلك السطور إلى 7000 دولار!
وقد بدأ عالم العملات المشيفرة في عام
2008 بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت وقتها مستهدفة التصدي لأي أزمة
مالية أخرى بتحدي قوي بعيد عن عالم الأموال الرقمية والمركزية التي تخضع لها، وقد
بدأت عملة بيتكوين بقيمة سوقية ضعيفة تقدر بسنتات قليلة إلى أن كسرت حاجز 7000
دولار في عام 2019 والخبراء يتوقعون زيادة عن ذلك.
تقنية بلوكتشين تقنية بدأت مع مجال
العملات الرقمية وبعدها استغلتها مجالات رقمية وتخصصات أخرى ومؤسسات وشركات كبرى
في عالم التسويق الرقمي بل وصلت إليها الحكومات أيضًا، لكن يا ترى ما هي تلك
التقنية ولماذا هي مهمة في عالمنا الرقمي؟
شرح تقنية البلكوتشين
البلوكتشين هي مجموعة من الكتل أو
البلوكات متصلة ببعض عن طريق سلسلة، فهي عبارة عن سجل معاملات موجود على الشبكة
بحيث أنه إذا افترضنا أن شخص ما قام بأي عملية رقمية سواء تحويل أموال أو بيع أو
شراء سوف تُسجل داخل هذا السجل والمسمى "بلوك تشين" فهو بالتالي لا يخضع
للمركزية التي يعتمد عليها منذ القدم مثل البنوك مثلاً.
البنوك تعتبر وسيط أو طرف ثالث يمكن
من خلاله تحويل الأموال بين شخصين فهنا البنك يتعبر مركز ويخضع لصفة المركزية، أما
مع تقنية البلكوتشين لا يوجد مركزية أو وسيط فبمجرد إجراء معاملة مالية ما بين
شخصين سوف تسجل على البلكو تشين، ويستحيل
اختراق أو سرقة تلك التقنية لأنه ببساطة عبارة عن "بلوكات" متصلة ببعضها
البعض كما ذكرنا بحيث إذا أردا المخترق اختراقه يجب أن يقوم باختراق جميع البلكوات
أو المحافظ الموجودة مع كل شخص قام بعملية التحويل مثلاً.
لذا يصعب بل يستحيل اللعب أو التعديل
أو الاختراق بأي صورة من الصور، وهذه التقنية بالفعل مستخدمة في عالم العملات
الرقمية بل هي الأصل والأساس للتداوال والتعدين لتلك العملات.
البلوكتشين تلغي دور الوسيط الإعلاني
أصبح من الممكن الآن بعد أن وصلنا
لتلك القنية الذكية إلغاء دور الوسيط الإعلاني مثلما كان عليه الأمر في الماضي،
فالناشر الآن يمكنه الاستغناء عن شركات الوسيط الإعلاني مثل (جوجل أدسنس و فيس
بوك) بالتالي وداعًا للتحكم والتعنت والشروط التعجيزية التي تضعها مثل تلك الشركات
مع الناشرين، وأيضًا المعلن أصبح بإمكانه ألا يعتمد على (أدوردز) وأن يحل محل
الوسيط تقنية بلوكتشين وأصبح الاتصال والتواصل بين المعلن والناشر سهل ويسير.
الشفافية متوفرة مع تقنية بلوك تشين
تقنية بلوكتشين تعتمد في الأساس على
أن سجل المعاملات يمكن أن يراه أي شخص داخل في تلك السلسلة، لأن أي خطوة ستكون
مرئية للجميع على الشبكة، فعلى سبيل المثال إن كان يوجد منتج ما، فهذا النوع من التقنية
الجديدة سوف يُظهر للجميع كيف تم التصنيع وأين تم أيضًا، يتم تعقب جميع الخطوات
التي تمت من العملية مع بلوك تشين.
وداعًا للاختراق
لا مكان للمخترقين وقراصنة الإنترنت
في عالم بلوكتشين، الأمن والأمان متوفران بشدة فالخوف والقلق الذي كان ينتاب
الكثير من المسوقين بسبب عمليات القرصنة وخلل أمن المعلومات لا وجود له، فنسبة
الاختراق تكاد تكون منعدمة بل أنه لم تسجل إلى الآن أي عملية اختراق أو قرصنة في
البلكوتشين.
شاركنا برأيك ما هي وجهة نظرك
المستقبلية لتقنية البلوكتشين ؟