عالم التسوق بدأ حديثًا إبان الثورة الصناعية واكتشاف النفط، وكان الإنسان قديمًا في
الحقبة الزراعية والرعوية لا يهتم كثيرًا بالتسوق، حتى جاءت الحقبة الصناعية التي
أحدثت ثورة في عالم التسوق، فأصبحت الدول الصناعية الكبرى – التي هيمنت على الدول
الزراعية – تصدر منتجاتها وتبيعها للدول المستهلكة.
في الحقبة الزراعية لم يكن يبالي الإنسان
كثيرًا بشكل ملابسه، ولا تنوع ما يأكله بقدر اهتمامه بتوفير القوت من الأرض
الزراعية، أو الألبان واللحوم ومشتقاتها من المراعي.
في العصر الحديث ومع ثورة التكنولوجيا بدأ
اهتمام الإنسان ينصب على تنوع ما يأكله وما يلبسه، والأجهزة التي توفر له الرفاه
بعد اكتشاف الكهرباء؛ فأصبح يشتري الغسالة والثلاجة والتكييف، وكذلك صار له مع
الوقت ملابس لكل فصل، وتنوعت التقنيات التي تظهر مفاتن الرجل والمرأة.
أمام كل هذه المصانع التي تصنع والمتاجر التي
تبيع كان حتمًا أن توازي تلك الثورة الصناعية ثورة في التسوق؛ حتى لا تتراكم
المنتجات المصنعة، خصوصًا مع ظهور المنافسة الشرسة للاستحواذ على السوق، وغير بعيد
عن الأذهان ما فعلته بريطانيا بالصين خلال حرب الأفيون الشهيرة التي اندلعت بعد أن
أغلق الإمبراطور الصيني الباب أمام السلع البريطانية.
حين اخترع الإنترنت لم يكن هناك تصور لما يمكن
أن يحدثه ذلك الابتكار العجيب في عالم التسوق، ولم تمر سنوات معدودة حتى ابتكرت
محركات البحث العملاقة التي جعلت الوصول إلى المعلومات والمنتجات بسهولة، يكفي فقط
أن يكون لك موقع على الإنترنت كي تستطيع دخول المنافسة.
وبسبب الثورة في عالم التسوق ظهر عمالقة التسويق
الالكتروني، فأنشأ جيف بيزوس موقع أمازون لبيع الكتب، وبمرور الوقت أصبح يبيع
المنتجات كافة، وصار شركة كبرى لها مستودعاتها في أمريكا وأوربا، وتبيع منتجاتها
لأنحاء العالم كافة.
وفي الشرق الأوسط ظهر موقع سوق للبيع بالتجزئة
عبر الإنترنت (مؤخرًا ضمت أمازون موقع سوق ضمن صفقة استحواذ)، وظهر أيضًا جوميا، وأخيرًا
أسس مجموعة مستثمرين سعوديين شركة نون للبيع بالتجزئة؛ لينضم عملاق كبير إلى عالم
التسوق.
عالم التسوق أم عالم المنافسة؟
تتنوع المنتجات في عالم التسوق، وتتنوع مواقع
الإنترنت التي تقدم الجديد من أجل الاستهلاك، حتى إنه ظهر في منطقتنا مواقع شهيرة
تقدم خدمة الأطعمة والمأكولات مثل موقع طلبات، فدخل الطعام عالم التسوق عبر
الإنترنت، مما حدا شركة ألمانية لشراء الموقع المذكور بملايين الدولارات.
هذا العالم الذي يكبر ويتسع ويزداد منافسة هو عالم
التسوق، ورغم كلامنا عن التسوق عبر الإنترنت فإن وسائل التسويق الأخرى لا تزال
فعالة؛ مثل: التليفزيون والهاتف النقال، حتى إن مواقع الإنترنت تلجأ للتليفزيون
للإعلان عن نفسها. (يفعل ذلك موقع خدمات شهير هو موقع Trivago).
هذا الاتساع وهذه المنافسة في عالم التسوق جعلت
علم التسويق الالكتروني مهمًّا بل حتميًّا، وتستعين تلك الشركات - لتحافظ على
وجودها في عالم التسوق - بمحترفين للحفاظ على وجودها في صدارة المواقع التي يبحث
عنها المستهلكون؛ محترفون في كل مجال.. في السيو SEO ومواقع التواصل الاجتماعي
والحملات الإعلانية وغيرها، حتى تستمر في المنافسة للحصول على أكبر عدد ممكن من
المستهلكين والمهتمين بعالم التسوق.
عالم التسوق يزدهر:
هناك عوامل تجعل عالم التسوق يزدهر، ويأتي ذلك
تبعًا لازدهار الصناعة التي يعتمد عليها وهي صناعة التكنولوجيا، فأفرع التجارة
الالكترونية، تحتكر عالم التسوق، وهي التي تسيطر على نسب الإعلانات، وأكبر نسب
مشاهدة، كما أن التسوق عبر الإنترنت يستحوذ على عدد أكبر من المستخدمين، موجود
أغلبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا كنت من راغبي التسوق؛ فمرحبًا بك في عالم
التسوق.